ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 
قوله تعالى : " 
ربما  " وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي   " ربما " مشددة . وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16501وعبد الوارث   " ربما " بالتخفيف . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء   : 
أسد  وتميم  يقولون : " ربما " بالتشديد ، وأهل 
الحجاز  وكثير من 
قيس  يقولون : " ربما " بالتخفيف . 
وتيم الرباب  يقولون : " ربما " بفتح الراء . وقيل : إنما قرئت بالتخفيف ، لما فيها من التضعيف ، والحروف  
[ ص: 380 ] المضاعفة قد تحذف ، نحو " إن " و " لكن " فإنهم قد خففوها . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج   : يقولون : رب رجل جاءني ، ورب رجل جاءني ، وأنشد : 
أزهير إن يشب القذال فإنني رب هيضل مرس لففت بهيضل 
هذا البيت 
لأبي كبير الهذلي  ، وفي ديوانه : 
رب هيضل لجب لففت بهيضل 
والهيضل : جمع هيضلة ، وهي الجماعة يغزى بهم ، يقول : لففتهم بأعدائهم في القتال . و " رب " كلمة موضوعة للتقليل ، كما أن " كم " للتكثير ، وإنما زيدت " ما " مع " رب " ليليها الفعل ، تقول : رب رجل جاءني ، وربما جاءني زيد . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش   : أدخل مع " رب " ما ، ليتكلم بالفعل بعدها ، وإن شئت جعلت " ما " بمنزلة " شيء " ، فكأنك قلت : رب شيء ، أي : رب ود يوده الذين كفروا . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي   : " ما " هاهنا بمعنى " حين " فالمعنى : رب حين يودون فيه . 
واختلف المفسرون متى يقع هذا من الكفار ، على قولين : 
أحدهما : أنه في الآخرة . ومتى يكون ذلك ؟ فيه أربعة أقوال : أحدها : أنه إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة ، قال الكفار للمسلمين : ألم تكونوا مسلمين ؟ قالوا : بلى ، قالوا : فما أغنى عنكم إسلامكم ، وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها ; فسمع الله ما قالوا ، فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا ، فلما رأى ذلك الكفار ، قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما أخرجوا ، رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري  عن النبي صلى الله عليه وسلم ،  
[ ص: 381 ] وذهب إليه 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  في رواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ،  وإبراهيم   . والثاني : أنه ما يزال الله يرحم ويشفع حتى يقول : من كان من المسلمين فليدخل الجنة ، فذلك حين يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ، رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   . والثالث : أن 
الكفار إذا عاينوا القيامة ، ودوا لو كانوا مسلمين ، ذكره 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج   . والرابع : أنه كلما رأى أهل الكفر حالا من أحوال القيامة يعذب فيها الكافر ويسلم من مكروهها المؤمن ، ودوا ذلك ، ذكره 
 nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري   . 
والقول الثاني : أنه في الدنيا ، إذا عاينوا وتبين لهم الضلال من الهدى وعلموا مصيرهم ، ودوا ذلك ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك   . 
فإن قيل : إذا قلتم : إن " رب " للتقليل ، وهذه الآية خارجة مخرج الوعيد ، فإنما يناسب الوعيد تكثير ما يتواعد به ، فعنه ثلاثة أجوبة ذكرهما 
 nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري   : 
أحدهن : أن " ربما " تقع على التقليل والتكثير ، كما يقع الناهل على العطشان والريان ، والجون على الأسود والأبيض . 
والثاني : أن أهوال القيامة وما يقع بهم من الأهوال تكثر عليهم ، فإذا عادت إليهم عقولهم ، ودوا ذلك .  
[ ص: 382 ] والثالث : أن هذا الذي خوفوا به ، لو كان مما يود في حال واحدة من أحوال العذاب ، أو كان الإنسان يخاف الندم إذا حصل فيه ولا يتيقنه ، لوجب عليه اجتنابه . 
فإن قيل : كيف جاء بعد " ربما " مستقبل ، وسبيلها أن يأتي بعدها الماضي ، تقول : ربما لقيت عبد الله ؟ 
فالجواب : أن ما وعد الله حق ، فمستقبله بمنزلة الماضي ، يدل عليه قوله : 
وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم  [المائدة :116] وقوله : 
ونادى أصحاب الجنة  [الأعراف :44] 
ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت  [سبإ :51] ، على أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي   nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء  حكيا عن 
العرب  أنهم يقولون : ربما يندم فلان ، قال الشاعر : 
ربما تجزع النفوس من الأمـ     ـر له فرجة كحل العقال