وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا  . 
قوله تعالى: " 
وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض  " في المشار إليهم ثلاثة أقوال: 
أحدها: أنهم 
يأجوج  ومأجوج .  ثم في المراد بـ " 
يومئذ  " قولان: أحدهما: أنه يوم انقضى أمر السد، تركوا يموج بعضهم في بعض من ورائه مختلطين لكثرتهم، وقيل: ماجوا متعجبين من السد . والثاني: أنه يوم يخرجون من السد، تركوا يموج بعضهم في بعض . 
والثاني: أنهم الكفار . 
والثالث: أنهم جميع الخلائق ; الجن والإنس يموجون حيارى . فعلى هذين القولين، المراد باليوم المذكور: يوم القيامة .  
[ ص: 196 ] 
قوله تعالى: " 
ونفخ في الصور  " هذه نفخة البعث . وقد شرحنا معنى " 
الصور  " في ( الأنعام: 73 ) . 
قوله تعالى: " 
وعرضنا جهنم  " ; أي: أظهرناها لهم حتى شاهدوها . 
قوله تعالى: " 
الذين كانت أعينهم  " ، يعني: أعين قلوبهم 
 " في غطاء  " ; أي: في غفلة " 
عن ذكري  " ; أي: عن توحيدي والإيمان بي وبكتابي، " 
وكانوا لا يستطيعون سمعا  " هذا لعداوتهم وعنادهم، وكراهتهم ما ينذرون به، كما تقول لمن يكره قولك: ما تقدر أن تسمع كلامي .