بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون  . 
قوله تعالى: 
بديع السماوات 
البديع: المبدع ، وكل من أنشأ شيئا لم يسبق إليه قيل له: أبدعت . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي:  البديع ، فعيل بمعنى: مفعل ، ومعناه: أنه فطر الخلق مخترعا له لا على مثال سبق . 
قوله تعالى: 
وإذا قضى أمرا قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس:  معنى القضاء: الإرادة . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل:  إذا قضى أمرا في علمه ، فإن ما يقول له: كن فيكون . والجمهور على ضم نون (فيكون) ، بالرفع على القطع . والمعنى: فهو يكون . وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر  بنصب النون . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي ابن أبي طالب:  النصب على الجواب ، لكن فيه بعد . 
فصل 
وقد استدل أصحابنا على 
قدم القرآن بقوله: (كن) فقالوا: لو كانت "كن" مخلوقة; لافتقرت إلى إيجادها بمثلها وتسلسل ذلك ، والمتسلسل محال . فإن قيل: هذا خطاب لمعدوم;  
[ ص: 137 ] فالجواب أنه خطاب تكوين يظهر أثر القدرة ، ويستحيل أن يكون المخاطب موجودا ، لأنه بالخطاب كان ، فامتنع وجوده قبله أو معه . ويحقق هذا أن ما سيكون متصور العلم ، فضاهى بذلك الموجود ، فجاز خطابه لذلك .