صفحة جزء
وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب [ ص: 150 ] والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون .

قوله تعالى: وقالوا كونوا هودا .

معناه: قالت اليهود: كونوا هودا ، وقالت النصارى: كونوا نصارى ، تهتدوا .

بل ملة إبراهيم حنيفا المعنى: بل نتبع ملة إبراهيم في حال حنيفيته . وفي الحنيف قولان . أحدهما: أنه المائل إلى العبادة . قال الزجاج: الحنيف في اللغة: المائل إلى الشيء ، أخذ من قولهم: رجل أحنف ، وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها . قالت أم الأحنف ترقصه:


والله لولا حنف برجله ودقة في ساقه من هزله     ما كان في فتيانكم من مثله



والثاني: أنه المستقيم ، ومنه قيل للأعرج: حنيف نظرا له إلى السلامة ، هذا قول ابن قتيبة . وقد وصف المفسرون الحنيف بأوصاف ، فقال عطاء: هو المخلص ، وقال ابن السائب: هو الذي يحج . وقال غيرهما: هو الذي يوحد ويحج ، ويضحي ويختتن ، ويستقبل الكعبة .

فأما الأسباط: فهم بنوا يعقوب ، وكانوا اثني عشر رجلا . قال الزجاج: السبط في اللغة الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد . والسبط في اللغة: الشجرة لها قبائل ، فالسبط: الذين هم من شجرة واحدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية