إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين  . 
وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون  [ ص: 198 ] قوله تعالى: 
إنما أمرت المعنى : قل للمشركين : إنما أمرت 
أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=12107وأبو عمران الجوني   : " التي حرمها " ، وهي 
مكة  ، وتحريمها : تعظيم حرمتها بالمنع من القتل فيها والسبي والكف عن صيدها وشجرها ، 
وله كل شيء لأنه خالقه ومالكه ، 
وأمرت أن أكون من المسلمين أي : من المخلصين لله بالتوحيد ، 
وأن أتلو القرآن عليكم 
فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه أي : فله ثواب اهتدائه 
ومن ضل أي : أخطأ [طريق] الهدى 
فقل إنما أنا من المنذرين أي : ليس علي إلا البلاغ ; وذكر المفسرون أن هذا منسوخ بآية السيف . 
وقل الحمد لله أي : قل لمن ضل : الحمد لله الذي وفقنا لقبول ما امتنعتم منه 
سيريكم آياته  . 
ومتى يريهم . فيه قولان . 
أحدهما : في الدنيا . ثم فيها ثلاثة أقوال . أحدها : أن منها الدخان وانشقاق القمر ، وقد أراهم ذلك ، رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   . والثاني : سيريكم آياته [فتعرفونها] في السماء ، وفي أنفسكم ، وفي الرزق ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد   . والثالث : القتل 
ببدر  ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل   . 
والثاني : سيريكم آياته في الآخرة فتعرفونها على ما قال في الدنيا ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   .  
[ ص: 199 ] قوله تعالى: 
وما ربك بغافل عما تعملون وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر  ، 
وحفص  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم   : " تعلمون " بالتاء ، على معنى : قل لهم . وقرأ الباقون بالياء ، على أنه وعيد لهم بالجزاء على أعمالهم .