صفحة جزء
[ ص: 237 ] وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون . وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون

قوله تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار روى العوفي عن ابن عباس في قوله : وربك يخلق ما يشاء ويختار قال : كانوا يجعلون لآلهتهم خير أموالهم في الجاهلية . وقال مقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة حين قال : لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [الزخرف : 31] ; والمعنى أنه لا تبعث الرسل باختيارهم . قال الزجاج : والوقف الجيد على قوله : ويختار وتكون " ما " نفيا ; والمعنى : ليس لهم أن يختاروا على الله ; ويجوز أن تكون " ما " بمعنى " الذي " ، فيكون المعنى : ويختار الذي لهم فيه الخيرة مما يتعبدهم به ويدعوهم إليه ; قال الفراء : والعرب تقول لما تختاره : أعطني الخيرة والخيرة والخيرة ، قال ثعلب : كلها لغات .

قوله تعالى: ما تكن صدورهم أي : ما تخفي من الكفر والعداوة وما يعلنون بألسنتهم .

[ ص: 238 ] قوله تعالى: له الحمد في الأولى والآخرة [أي] : يحمده أولياؤه في الدنيا ويحمدونه في الجنة وله الحكم وهو الفصل بين الخلائق والسرمد : الدائم .

التالي السابق


الخدمات العلمية