صفحة جزء
[ ص: 304 ] وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون . الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون

قوله تعالى: وما آتيتم من ربا في هذه الآية أربعة أقوال .

أحدها: أن الربا هاهنا: أن يهدي الرجل للرجل الشيء يقصد أن يثيبه عليه أكثر من ذلك، هذا قول ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وطاووس، [والضحاك]، وقتادة، والقرظي . قال الضحاك: فهذا ليس فيه أجر ولا وزر . وقال قتادة: ذلك الذي لا يقبله الله ولا يجزي به . وليس فيه وزر .

والثاني: أنه الربا المحرم، قاله الحسن البصري .

والثالث : أن الرجل يعطي قرابته المال ليصير به غنيا، لا يقصد بذلك ثواب الله تعالى، قاله إبراهيم النخعي .

والرابع : أنه الرجل يعطي من يخدمه لأجل خدمته، لا لأجل الله تعالى، قاله الشعبي .

قوله تعالى: ليربو في أموال الناس وقرأ نافع، ويعقوب: [ " لتربو " ] بالتاء وسكون الواو، أي: [في] اجتلاب أموال الناس، واجتذابها فلا يربو عند الله أي: لا يزكو ولا يضاعف، لأنكم قصدتم زيادة العوض، ولم تقصدوا القربة .

وما آتيتم من زكاة أي: ما أعطيتم من صدقة لا تطلبون بها المكافأة، [ ص: 305 ] إنما تريدون بها ما عند الله، فأولئك هم المضعفون قال ابن قتيبة : الذين يجدون التضعيف والزيادة . وقال الزجاج: أي: ذوو الأضعاف من الحسنات، كما يقال: رجل مقو، أي: صاحب قوة، وموسر: صاحب يسار .

التالي السابق


الخدمات العلمية