صفحة جزء
وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون . قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون . ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون .

قوله تعالى: وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة فيه ثلاثة أقوال .

أحدها: انقبضت عن التوحيد، قاله ابن عباس، ومجاهد . والثاني: استكبرت، قاله قتادة . والثالث: نفرت، قاله أبو عبيدة، والزجاج .

قوله تعالى: وإذا ذكر الذين من دونه يعني الأصنام إذا هم يستبشرون يفرحون . وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [الأنعام: 14، 73 ،البقرة: 113، الرعد: 18] إلى قوله: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .

[ ص: 188 ] قال السدي: ظنوا أن أعمالهم حسنات، فبدت لهم سيئات . وقال غيره: عملوا أعمالا ظنوا أنها تنفعهم، فلم تنفع مع شركهم . قال مقاتل: ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا أنه نازل بهم; فهذا القول يحتمل وجهين .

أحدهما: أنهم كانوا يرجون القرب من الله بعبادة الأصنام، فلما عوقبوا عليها، بدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون .

والثاني: أن البعث والجزاء لم يكن في حسابهم . وروي عن محمد بن المنكدر أنه جزع عند الموت وقال: أخشى هذه الآية أن يبدو لي ما لا أحتسب .

قوله تعالى: وحاق بهم أي: نزل بهم ما كانوا به يستهزئون أي: ما كانوا ينكرونه ويكذبون به .

التالي السابق


الخدمات العلمية