صفحة جزء
فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون . قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون . فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين . أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون .

قوله تعالى: فإذا مس الإنسان ضر دعانا قال مقاتل: هو أبو حذيفة ابن المغيرة، وقد سبق في هذه السورة نظيرها [الزمر: 8] . وإنما كنى عن النعمة بقوله: أوتيته ، لأن المراد بالنعمة: الإنعام .

على علم عندي، أي: على خير علمه الله عندي . وقيل: على علم من الله بأني له أهل، قال الله تعالى: بل هي يعني النعمة التي أنعم [الله] عليه بها فتنة أي: بلوى يبتلى بها العبد ليشكر أو يكفر، [ ص: 189 ] ولكن أكثرهم لا يعلمون أن ذلك استدراج لهم وامتحان . وقيل: "بل هي" أي: المقالة التي قالها "فتنة" .

قد قالها يعني تلك الكلمة، وهي قوله: "إنما أوتيته على علم" الذين من قبلهم وفيهم قولان . أحدهما: أنهم الأمم الماضية، قاله السدي . والثاني: قارون، قاله مقاتل .

قوله تعالى: فما أغنى عنهم أي: ما دفع عنهم العذاب ما كانوا يكسبون وفيه ثلاثة أقوال . أحدها: من الكفر . والثاني: من عبادة الأصنام . والثالث: من الأموال .

فأصابهم سيئات ما كسبوا أي: جزاء سيئاتهم، وهو العذاب .

ثم أوعد كفار مكة، فقال: والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين أي: إنهم لا يعجزون الله ولا يفوتونه .

قال مقاتل: ثم وعظهم ليعلموا وحدانيته حين مطروا بعد سبع سنين، فقال: أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك أي: في بسط الرزق وتقتيره لآيات لقوم يؤمنون .

التالي السابق


الخدمات العلمية