صفحة جزء
درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما

قوله تعالى: درجات منه قال الزجاج : درجات في موضع نصب بدلا من قوله: أجرا عظيما ، وهو مفسر للأجر . وفي المراد بالدرجات قولان .

أحدهما: أنها درجات الجنة ، قال ابن محيريز: الدرجات: سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة ، وإلى نحوه ذهب مقاتل .

والثاني: أن معنى الدرجات: الفضائل ، قاله سعيد بن جبير . قال قتادة: كان يقال: الإسلام درجة ، والهجرة في الإسلام درجة ، والجهاد في الهجرة درجة ، والقتل في الجهاد درجة .

وقال ابن زيد: الدرجات: هي السبع التي ذكرها الله تعالى في براءة حين قال: ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ إلى قوله ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم [التوبة 120 ، 121] .

[ ص: 176 ] فإن قيل: ما الحكمة في أن الله تعالى ذكر في أول الكلام درجة ، وفي آخره درجات؟ فعنه جوابان .

أحدهما: أن الدرجة الأولى تفضيل المجاهدين على القاعدين من أولي الضرر منزلة ، والدرجات: تفضيل المجاهدين على القاعدين من غير أولي الضرر منازل كثيرة ، وهذا معنى قول ابن عباس .

والثاني: أن الدرجة الأولى درجة المدح والتعظيم ، والدرجات: منازل الجنة ، ذكره القاضي أبو يعلى .

التالي السابق


الخدمات العلمية