صفحة جزء
[ ص: 50 ] قوله تعالى: فأتوا بسورة من مثله قال ابن قتيبة: السورة تهمز ولا تهمز ، فمن همزها جعلها من أسأرت ، يعني [أفضلت ] لأنها قطعة من القرآن ، ومن لم يهمزها جعلها من سورة البناء ، أي: منزلة بعد منزلة . قال النابغة في النعمان:


ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب



والسورة في هذا البيت: سورة المجد ، وهي مستعارة من سورة البناء . وقال ابن الأنباري: قال أبو عبيدة: إنما سميت السورة سورة لأنه يرتفع فيها من منزلة إلى منزلة ، مثل سورة البناء . معنى: أعطاك سورة ، أي: منزلة شرف ارتفعت إليها عن منازل الملوك . قال ابن القاسم: ويجوز أن تكون سميت سورة لشرفها ، تقول العرب: له سورة في المجد ، أي: شرف وارتفاع ، أو لأنها قطعة من القرآن من قولك: أسأرت سؤرا ، أي: أبقيت بقية ، وفي هاء "مثله" قولان . أحدهما: أنها تعود على القرآن المنزل ، قاله قتادة ، والفراء ، ومقاتل . والثاني: أنها تعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون التقدير: فأتوا بسورة من مثل هذا العبد الأمي ، ذكره أبو عبيدة ، والزجاج ، وابن القاسم . فعلى هذا القول: تكون "من" لابتداء الغاية ، وعلى الأول: تكون زائدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية