صفحة جزء
[ ص: 328 ] قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين

قوله تعالى: لا أملك إلا نفسي وأخي فيه قولان .

أحدهما: لا أملك إلا نفسي ، وأخي لا يملك إلا نفسه .

والثاني: لا أملك إلا نفسي وإلا أخي ، أي: وأملك طاعة أخي ، لأن أخاه إذا أطاعه فهو كالملك له ، وهذا على وجه المجاز ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما نفعني [مال] قط ما نفعني مال أبي بكر" فبكى أبو بكر ، و قال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله . يعني: أني متصرف حيث صرفتني ، وأمرك جائز في مالي .

قوله تعالى: فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال ابن عباس : اقض بيننا وبينهم . وقال أبو عبيدة: باعد ، وافصل ، وميز . وفي المراد بالفاسقين ثلاثة أقوال .

[ ص: 329 ] أحدها: العاصون ، قاله ابن عباس . والثاني: الكاذبون ، قاله ابن زيد .

والثالث: الكافرون ، قاله أبو عبيدة ، قال السدي: غضب موسى حين قالوا له: اذهب أنت وربك ، فدعا عليهم ، وكانت عجلة من موسى عجلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية