صفحة جزء
ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين

قوله تعالى: ولقد كذبت رسل من قبلك هذه تعزية له على ما يلقى منهم . قال ابن عباس : فصبروا على ما كذبوا رجاء ثوابي ، وأوذوا حتى نشروا بالمناشير ، وحرقوا بالنار حتى أتاهم نصرنا بتعذيب من كذبهم [ ص: 31 ] قوله تعالى: ولا مبدل لكلمات الله فيه خمسة أقوال .

أحدها: لا خلف لمواعيده ، قاله ابن عباس .

والثاني: لا مبدل لما أخبر به ، وما أمر به قاله الزجاج .

والثالث: لا مبدل لحكوماته ، وأقضيته النافذة في عباده ، فعبرت الكلمات عن هذا المعنى ، كقوله ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين [ الزمر:71] أي: وجب ما قضي عليهم . فعلى هذا القول ، والذي قبله ، يكون المعنى: لا مبدل لحكم كلمات الله ، ولا ناقض لما حكم به ، وقد حكم بنصر أنبيائه بقوله: لأغلبن أنا ورسلي [المجادلة:21]

والرابع: أن معنى الكلام معنى النهي ، وإن كان ظاهره الإخبار ; فالمعنى: لا يبدلن أحد كلمات الله ، فهو كقوله: لا ريب فيه [البقرة:2]

والخامس: أن المعنى: لا يقدر أحد على تبديل كلام الله ، وإن زخرف واجتهد ، لأن الله تعالى صانه برصين اللفظ ، وقويم الحكم ، أن يختلط بألفاظ أهل الزيغ ذكر هذه الأقوال الثلاثة ابن الأنباري

قوله تعالى: ولقد جاءك من نبإ المرسلين أي: فيما صبروا عليه من الأذى فنصروا . وقيل إن: "من" صلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية