صفحة جزء
وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون

قوله تعالى: ويرسل عليكم حفظة الحفظة: الملائكة ، وأحدهما: حافظ ، والجمع: حفظة ، مثل كاتب وكتبة ، وفاعل وفعلة . وفيما يحفظونه قولان .

أحدهما: أعمال بني آدم; قاله ابن عباس . والثاني: أعمالهم وأجسادهم ، قاله السدي .

قوله تعالى: توفته رسلنا وقرأ حمزة: "توفاه رسلنا" وحجته أنه فعل مسند إلى مؤنث غير حقيقي ، وإنما التأنيث للجمع ، فهو مثل: وقال نسوة [يوسف:30] . وفي المراد بالرسل ثلاثة أقوال .

أحدها أنهم أعوان ملك الموت قاله ابن عباس وقال النخعي: أعوانه يتوفون النفوس ، وهو يأخذها منهم .

[ ص: 56 ] والثاني: أن المراد بالرسل: ملك الموت وحده ، قاله مقاتل .

والثالث: أنهم الحفظة ، قاله الزجاج .

قوله تعالى: وهم لا يفرطون قال ابن عباس : لا يضيعون . فإن قيل: كيف الجمع بين قوله: توفته رسلنا وبين قوله: قل يتوفاكم ملك الموت ، [السجدة:11 ] فعنه جوابان

أحدهما: أنه يجوز أن يريد بالرسل ملك الموت وحده ، وقد يقع الجمع على الواحد . والثاني: أن أعوان ملك الموت يفعلون بأمره ، فأضيف الكل إلى فعله .

وقيل: توفي أعوان ملك الموت بالنزع ، وتوفي ملك الموت بأن يأمر الأرواح فتجيب ، ويدعوها فتخرج ، وتوفي الله تعالى بأن يخلق الموت في الميت .

التالي السابق


الخدمات العلمية