صفحة جزء
[ ص: 110 ] أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين

قوله تعالى: أفغير الله أبتغي حكما سبب نزولها: أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل بيننا وبينك حكما ، إن شئت من أحبار اليهود ، وإن شئت من أحبار النصارى ، ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك ، فنزلت هذه الآية ، ذكره الماوردي . فأما الحكم ، فهو بمعنى الحاكم; والمعنى: أفغير الله أطلب قاضيا بيني وبينكم؟! و"الكتاب": القرآن ، و"المفصل" المبين الذي بان فيه الحق من الباطل ، والأمر من النهي ، والحلال من الحرام .

والذين آتيناهم الكتاب فيهم قولان .

أحدهما: علماء أهل الكتابين ، قاله الجمهور . والثاني: رؤساء أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وأشباههم ، قاله عطاء .

قوله تعالى: يعلمون أنه منزل قرأ ابن عامر ، وحفص عن عاصم: "منزل" بالتشديد; وخففها الباقون .

التالي السابق


الخدمات العلمية