صفحة جزء
(والصراط) الطريق . ويقال: إن أصله بالسين ، لأنه من " الاستراط " وهو: الابتلاع فالسراط كأنه يسترط المارين عليه ، فمن قرأ بالسين ، كمجاهد ، وابن محيصن ، ويعقوب ، فعلى أصل الكلمة ، ومن قرأ بالصاد ، كأبي عمرو ، والجمهور ، فلأنها أخف على اللسان ، ومن قرأ بالزاي ، كرواية الأصمعي عن أبي عمرو ، واحتج بقول العرب: "سقر وزقر" ، وروي [ ص: 15 ] عن حمزة: إشمام السين زايا ، وروي عنه أنه تلفظ بالصراط بين الصاد والزاي .

قال الفراء: اللغة الجيدة بالصاد ، وهي لغة قريش الأولى ، وعامة العرب يجعلونها سينا ، وبعض قيس يشمون الصاد ، فيقول "الصراط" بين الصاد والسين ، وكان حمزة يقرأ "الزراط" بالزاي ، وهي لغة لعذرة وكلب وبني القين . يقولون في [أصدق ] أزدق .

وفي المراد بالصراط هاهنا أربعة أقوال .

أحدها: أنه كتاب الله ، رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والثاني: أنه دين الإسلام . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن ، وأبو العالية في آخرين .

والثالث: أنه الطريق الهادي إلى دين الله ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد .

والرابع: أنه طريق الجنة ، نقل عن ابن عباس أيضا . فإن قيل: ما معنى سؤال المسلمين الهداية وهم مهتدون؟ ففيه ثلاثة أجوبة:

أحدها: أن المعنى: اهدنا لزوم الصراط ، فحذف اللزوم . قاله ابن الأنباري .

والثاني: أن المعنى: ثبتنا على الهدى ، تقول العرب للقائم: قم حتى آتيك ، أي: اثبت على حالك .

والثالث: أن المعنى: زدنا هدى .

التالي السابق


الخدمات العلمية