صفحة جزء
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم

قوله تعالى: فبما أغويتني في معنى هذا الإغواء قولان .

أحدهما: أنه بمعنى الإضلال ، قاله ابن عباس ، والجمهور .

والثاني: أنه بمعنى الإهلاك ، ومنه قوله: فسوف يلقون غيا [مريم: 59] ، أي: هلاكا ، ذكره ابن الأنباري . وفي معنى "فبما" قولان . [ ص: 176 ] أحدهما: أنها بمعنى القسم ، أي: فبإغوائك لي .

والثاني: أنها بمعنى الجزاء ، أي: فبأنك أغويتني ، ولأجل أنك أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم . قال الفراء ، والزجاج: أي على صراطك . ومثله قولهم: ضرب زيد الظهر والبطن . وفي المراد بالصراط هاهنا ثلاثة أقوال .

أحدها: أنه طريق مكة ، قاله ابن مسعود ، والحسن ، وسعيد بن جبير; كأن المراد صدهم عن الحج .

والثاني: أنه الإسلام ، قاله جابر بن عبد الله ، وابن الحنيفة ، ومقاتل .

والثالث: أنه الحق ، قاله مجاهد .

التالي السابق


الخدمات العلمية