صفحة جزء
قوله تعالى: فتكونا من الظالمين .

قال ابن الأنباري: الظلم: وضع الشيء في غير موضعه ، ويقال: ظلم الرجل سقاءه إذا سقاه قبل أن يخرج زبده وقال الشاعر:


وصاحب صدق لم تربني شكاته ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر



أراد بالصاحب: وطب اللبن ، وظلمه إياه: أن يسقيه قبل أن يخرج زبده .

والعرب تقول: هو أظلم من حية ، لأنها تأتي الحفر الذي لم تحفره فتسكنه ، ويقال: قد ظلم الماء الوادي: إذا وصل منه إلى مكان لم يكن يصل إليه فيما مضى . فإن قيل: ما وجه الحكمة في تخصيص تلك الشجرة بالنهي؟ فالجواب أنه ابتلاء من الله تعالى بما أراد .

وقال أبو العالية: كان لها ثقل من بين أشجار الجنة ، فلما أكل منها ، قيل: اخرج إلى الدار التي تصلح لما يكون منك .

التالي السابق


الخدمات العلمية