صفحة جزء
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين [ ص: 255 ] قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة المعنى: وعدناه انقضاء الثلاثين ليلة . قال ابن عباس : قال موسى لقومه: إن ربي وعدني ثلاثين ليلة ، فلما فصل إلى ربه زاده عشرا ، فكانت فتنتهم في ذلك العشر . فإن قيل: لم زيد هذا العشر؟ فالجواب: أن ابن عباس قال: صام تلك الثلاثين ليلهن ونهارهن ، فلما انسلخ الشهر ، كره أن يكلم ربه وريح فمه ريح فم الصائم ، فتناول شيئا من نبات الأرض فمضغه ، فأوحى الله تعالى إليه: لا كلمتك حتى يعود فوك على ما كان عليه ، أما علمت أن رائحة فم الصائم أحب إلي من ريح المسك؟ وأمره بصيام عشرة أيام . وقال أبو العالية: مكث موسى على الطور أربعين ليلة ، فبلغنا أنه لم يحدث حتى هبط منه .

فإن قيل: ما معنى فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقد علم ذلك عند انضمام العشر إلى الثلاثين؟ .

فالجواب من وجوه . أحدها: أنه للتأكيد . والثاني: ليدل أن العشر ليال ، لا ساعات . والثالث: لينفي تمام الثلاثين بالعشر أن تكون من جملة الثلاثين ، لأنه يجوز أن يسبق إلى الوهم أنها كانت عشرين ليلة فأتمت بعشر . وقد بينا في سورة (البقرة:51) لماذا كان هذا الوعد .

قوله تعالى: وأصلح قال ابن عباس : مرهم بالإصلاح . وقال مقاتل: ارفق .

التالي السابق


الخدمات العلمية