صفحة جزء
قوله تعالى: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون .

إسرائيل: هو يعقوب ، وهو اسم أعجمي . قال ابن عباس: ومعناه: عبد الله . وقد لفظت به العرب على أوجه ، فقالت: إسرائل ، وإسرال ، وإسرائيل ، وإسرائين .

قال أمية:


إنني زارد الحديد على النا س دروعا سوابغ الأذيال     لا أرى من يعينني في حياتي
غير نفسي إلا بني إسرال



وقال أعرابي صاد ضبا ، فأتى به أهله:


يقول أهل السوق لما جينا:     هذا ورب البيت إسرائينا



أراد: هذا مما مسخ من بني إسرائيل .

والنعمة: المنة ، مثلها: النعماء . والنعمة ، بفتح النون: التنعم ، وأراد بالنعمة: النعم فوحدها ، لأنهم يكتفون بالواحد من الجميع ، كقوله تعالى: والملائكة بعد ذلك ظهير التحريم: أي: ظهراء .

وفي المراد بهذه النعمة ثلاثة أقوال . أحدها: أنها ما استوعدهم من التوراة التي [ ص: 73 ] فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس . والثاني: أنها ما أنعم به على آبائهم وأجدادهم إذ أنجاهم من آل فرعون ، وأهلك عدوهم ، وأعطاهم التوراة ، ونحو ذلك ، قاله الحسن والزجاج .

وإنما من عليهم بما أعطى آباءهم ، لأن فخر الآباء فخر للأبناء ، وعار الآباء عار على الأبناء .

والثالث: أنها جمع نعمة على تصريف الأحوال .

والمراد من ذكرها: شكرها ، إذ من لم يشكر فما ذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية