صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى :

[ 49 ] إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم .

إذ يقول المنافقون أي : بالمدينة ، و ( إذ ) منصوب ب ( اذكر ) مقدرا ، أو [ ص: 3015 ] ب ( زين ) والذين في قلوبهم مرض يجوز أن يكون من صفة المنافقين ، وتوسطت الواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف ، لأن هذه صفة للمنافقين ، لا تنفك عنهم .

قال تعالى : في قلوبهم مرض أو تكون الواو داخلة بين المفسر والمفسر نحو : أعجبني زيد وكرمه .

ويجوز أن يراد : الذين هم على حرف ، ليسوا بثابتي الأقدام في الإسلام .

وعن الحسن : هم المشركون .

غر هؤلاء يعنون المؤمنين دينهم فظنوا أنهم ينصرونهم به على أضعافهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم أي : من يعتمد عليه سبحانه وتعالى فإنه ينصره على أضعافه ، بالغين ما بلغوا ، لأنه عزيز غالب على ما أراد ، وهو يريد نصر أوليائه ، حكيم وحكمته تقتضي نصرهم . وهو جواب لهم من جهته تعالى ، ورد لمقالتهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية