صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى:

[ 4 ] إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير [ 5 ] ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور

إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير

ثم بين تعالى إعراضهم بجسمهم أيضا، إثر الإشارة إلى توليهم بقلبهم، بقوله: ألا إنهم يثنون صدورهم أي يزورون عن الحق واستماعه بصدورهم: ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون أي في قلوبهم وما يعلنون أي يجهرون بأفواههم إنه عليم بذات الصدور أي بما في ضمائر القلوب. ونظير ما حكي هنا عن مشركي مكة من كراهتهم لاستماع كلامه تعالى; ما قاله تعالى عن قوم نوح: وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا وما ذكرناه هو أظهر ما تحمل عليه الآية -والله أعلم-.

التالي السابق


الخدمات العلمية