صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى :

[37] ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون .

ربنا إني أسكنت من ذريتي أي : بعض أولادي . وهم إسماعيل ومن ولد منه : [ ص: 3734 ] بواد هو وادي مكة : غير ذي زرع أي : لا يكون فيه زرع : عند بيتك المحرم أي : الذي حرمت التعرض له والتهاون به : ربنا ليقيموا الصلاة أي : لكي يأتوا بعبادتك مقومة في ذلك الموضع . وهو متعلق بـ : أسكنت أي : ما أسكنتهم هذا الوادي إلا ليقيموا الصلاة عند بيتك المحرم ويعمروه بذكرك وعبادتك وحدك . وتكرير النداء وتوسيطه ; لإظهار كمال العناية بإقامة الصلاة .

فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم أي : تسرع إليهم وتطير نحوهم شوقا ، فيأنسوا ويتعارفوا فيتآلفوا ويعودوا على بعضهم بالمنافع : وارزقهم من الثمرات أي : فتجلبها إليهم التجار : لعلهم يشكرون أي : نعمة إقامتهم عند بيتك المحرم بالصلاة فيها ، على كمال الإخلاص والتوحيد ، مع فراغ القلب .

التالي السابق


الخدمات العلمية