القول في تأويل قوله تعالى : 
[15-16] 
وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون  . 
وألقى في الأرض رواسي أي : جبالا ثوابت : 
أن تميد بكم أي : تضطرب : 
وأنهارا أي : جعل فيها أنهارا تجري من مكان إلى آخر ، رزقا للعباد : 
وسبلا أي : طرقا يسلك فيها من بلاد إلى غيرها ، حتى في الجبال ، كما قال تعالى : 
وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلكم تهتدون أي : بها إلى مآربكم . 
وعلامات أي : دلائل يستدل بها المسافرون من جبل ومنهل وريح ، برا وبحرا ، إذا ضلوا الطريق : 
وبالنجم هم يهتدون أي : في الظلام برا وبحرا . والعدول عن سنن الخطاب إلى الغيبة ; للالتفات. وتقديم ( بالنجم ) للفاصلة، وتقديم الضمير للتقوي. وهذا أولى من دعوى 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري   ; أن التقديم للتخصيص بقوم هم قريش لكونهم أصحاب رحلة وسفر ، وذلك لأن الخطاب في الآيات السابقة عاما فكذا يكون في لاحقها . 
تنبيه  : 
قال في (" الإكليل ") : هذه الآية أصل لمراعاة النجوم لمعرفة الأوقات والقبلة والطرق .  
[ ص: 3791 ]