صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى:

[79] كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا [80] ونرثه ما يقول ويأتينا فردا .

كلا سنكتب ما يقول أي: نحفظه عليه للمؤاخذة به: ونمد له من العذاب مدا بمضاعفته له، جزاء لاستهزائه.

ونرثه ما يقول أي: ننزع عنه ما آتيناه من مال وولد، [ ص: 4161 ] فلا يبقيان له حتى يمكنها قطع العذاب عنه: ويأتينا فردا أي: في الحشر، لا يصحبه مال ولا ولد. فما يجدي عليه تمنيه وتأليه.

وقد روى البخاري : عن خباب رضي الله عنه، قال: كنت قينا -حدادا- في الجاهلية بمكة. فعملت للعاص بن وائل سيفا، فجئت أتقاضاه فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد . قلت: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث. قال. فذرني حتى أموت، ثم أبعث فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك. فنزلت الآية. قال ابن عباس : فضرب الله مثله في القرآن.

التالي السابق


الخدمات العلمية