صفحة جزء
[ ص: 4400 ] القول في تأويل قوله تعالى :

[42 - 45] ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين .

ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها أي : وقتها الذي عين لهلاكها : وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترى أي : متواترين ، واحدا بعد واحد : كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا أي : في الإهلاك : وجعلناهم أحاديث أي : أخبارا يسمر بها ويتعجب منها . يعني أنهم فنوا ولم يبق إلا خبرهم ، إن خيرا وإن شرا .


وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعى



فبعدا لقوم لا يؤمنون ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين أي : حجة واضحة ملزمة للخصم . والمراد به الآيات نفسها . عبر عنها بذلك على طريقة العطف ، على جمعها لعنوانين جليلين .

التالي السابق


الخدمات العلمية