[ ص: 4578 ] القول في تأويل قوله تعالى : 
[37 - 39] 
وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا  . 
وقوم نوح لما كذبوا الرسل يعني نوحا . وجمع تعظيما لرسالته . أو هو ومن تقدمه عليهم السلام : 
أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما وعادا يعني قوم هود : 
وثمود بالصرف وعدمه . قراءتان . على معنى الحي أو القبيلة : 
وأصحاب الرس اسم بئر . ونبيهم قيل : 
شعيب  ، وقيل غيره . ويروي هنا بعضهم آثارا منكرة لا تصح . كما نبه عليه الحافظ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير  رحمه الله . فلا يحل الجراءة على روايتها ، ولا تنزيل الآية عليها . لأنه من قفو ما ليس للمرء به علم . ومثله يحظر الخوض فيه 
وقرونا أي : أقواما : 
بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال أي : الأنباء التي تزجر عن الكفر والفساد : 
وكلا تبرنا تتبيرا أي : إهلاكا عظيما .