صفحة جزء
[ ص: 4617 ] القول في تأويل قوله تعالى:

[47 - 51] قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين

قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر أي: فعلمكم شيئا دون شيء، ولذلك غلبكم. أو فواعدكم ذلك وتواطأتم عليه. أراد به التلبيس على قومه; كي لا يعتقدوا أنهم آمنوا على بصيرة وظهور حق.

فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف أي: جانبين متخالفين: ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون أي: لا ضرر علينا في ذلك، بل لنا فيه أعظم النفع، لأنا بفعلك هذا وصبرنا عليه، شهادة على حقيته، إلى ثوابه ورحمته راجعون، فننقلب خير منقلب، شهداء سعداء: إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن أي: لأن: كنا أول المؤمنين أي: من أظهر الإيمان كفاحا، مجاهرة بالحق بلا تقية. ثم أشار تعالى إلى خروج موسى بقومه من مصر بإيحائه إليه. وكان إذن فرعون له بذلك بعد ما أراه الآيات البينات ثم ندم عليه، فأتاه الإذن الإلهي به، كما قال تعالى:

التالي السابق


الخدمات العلمية