صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى:

[7 - 10] وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنـزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم

وإذا تتلى عليه آياتنا ولى أي: أعرض عنها: مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا أي: ثقلا مانعا من السماع: فبشره بعذاب أليم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم خلق السماوات بغير عمد ترونها الضمير للسماوات، وهو استشهاد برؤيتهم لها غير معمودة على قوله: بغير عمد كما تقول لصاحبك: أنا بلا سيف ولا رمح تراني. والجملة لا محل لها; لأنها مستأنفة، أو في محل الجر، صفة للعمد، أو بغير عمد مرئية; يعني أنه عمدها بعمد لا ترى، [ ص: 4795 ] وهي إمساكها بقدرته. كذا في (الكشاف): وألقى في الأرض رواسي أي: جبالا ثوابت: أن تميد بكم أي: تميل فتهلككم لما في جوفها من قوة الجيشان: وبث فيها من كل دابة أي: من كل نوع من أنواعها: وأنـزلنا أي: لحفظكم وحفظ دوابكم، وللرفق بكم وبدوابكم: من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج أي: صنف من الأغذية والأدوية: كريم أي: كثير المنافع.

التالي السابق


الخدمات العلمية