صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى:

[15 - 16] إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون .

إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها أي: وعظوا: خروا سجدا لسرعة قبولهم لها بصفاء فطرتهم، وذلك تواضعا لله وخشوعا، وشكرا على ما رزقهم من الإسلام: وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون أي: عن الانقياد لها، كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة، قال تعالى: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين تتجافى جنوبهم عن المضاجع أي: ترتفع وتتنحى عن الفرش ومواضع النوم. والجملة مستأنفة لبيان بقية محاسنهم، وهم المتهجدون بالليل: يدعون ربهم أي: داعين له: خوفا من عذابه: وطمعا في رحمته: ومما رزقناهم أي: من المال: ينفقون أي: في وجوه البر والحسنات.

التالي السابق


الخدمات العلمية