صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى :

[ 10 ] إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار

إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم التي يبذلونها في جلب المنافع ودفع المضار : ولا أولادهم الذين بهم يتناصرون في الأمور المهمة : من الله أي : من عذابه تعالى : شيئا من الإغناء ، أي : لن تدفع عنهم شيئا من عذابه . يقال : ما أغنى فلان شيئا ، أي : لم ينفع في مهم ، ولم يكف مؤنة . ورجل مغن ، أي : مجزئ كاف - قاله الأزهري . ونظير هذه الآية قوله تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأولئك هم وقود النار بفتح الواو أي : حطبها ، وقرئ بالضم بمعنى أهل وقودها ، وأكثر اللغويين على أن الضم للمصدر ، أي : التوقد ، والفتح للحطب . وقال الزجاج : المصدر مضموم ، ويجوز فيه الفتح ، وهذا كقوله تعالى : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون

[ ص: 801 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية