صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى:

[ 5 - 6] خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون

خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل أي: بإذهاب أحدهما، وتغشية الآخر مكانه، كأنما ألبسه ولف عليه: وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى وهو منتهى دوره، أو منقطع حركته: ألا هو العزيز الغفار خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها أي: من نفسها ونوعها: [ ص: 5129 ] زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج أي: ذكرا وأنثى، من الإبل والبقر والضأن والمعز: يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق أي: متقلبين في أطوار الخلقة: في ظلمات ثلاث يعني البطن، والرحم، والمشيمة: ذلكم أي: الخالق لصوركم. المكور أي: المصرف بقدرته، المسخر بسلطانه، المنشي للكثرة من نفس واحدة بحكمته، المنزل للنعم بنعمته: الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون أي: عن عبادته إلى عبادة غيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية