القول في تأويل قوله تعالى: 
[ 5] 
كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب أي: الذين تحزبوا على الرسل، وناصبوهم: 
من بعدهم أي: من بعد سماع أخبارهم، ومشاهدة أثارهم: 
وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه أي: ليتمكنوا منه، ومن الإيقاع به، وإصابته بما أرادوا من تعذيب، أو قتل، من الأخذ بمعنى الأسر، والأخيذ الأسير: 
وجادلوا بالباطل أي: 
قابلوا حجج الرسل بالباطل من جدالهم  : 
ليدحضوا به الحق أي: ليزيلوا به الأمر الثابت بالحجة الصحيحة، لكنه لا يندحض وإن كثرت الشبه; لما أنه الثابت في نفسه المتقرر بذاته: 
فأخذتهم أي: بالعذاب الدنيوي المعروف أخباره، المشهود آثاره: 
فكيف كان عقاب أي: في الدار، فيعتبر به عقاب تلك الدار.