القول في تأويل قوله تعالى: 
[ 27 - 29 ] 
إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا قال 
القاشاني:  أي: ذلك العذاب لأنهم كانوا موصوفين بهذه الرذائل من عدم توقع المكافآت والتكذيب بالآيات، أي: لفساد العمل والعلم، فلم يعملوا صالحا رجاء 
الجزاء، ولم يعملوا عملا فيصدقوا بالآيات. 
وكل شيء أحصيناه كتابا قال 
القاشاني:  أي: كل شيء من أعمالهم ضبطناه بالكتابة عليهم في صحائف نفوسهم. 
وقال 
الرازي:  المراد من قوله: 
كتابا تأكيد ذلك الإحصاء والعلم، وهذا التأكيد إنما ورد على حسب ما يليق بأفهام أهل الظاهر; فإن المكتوب يقبل الزوال، وعلم الله بالأشياء لا يقبل الزوال; لأنه واجب لذاته. انتهى.  
[ ص: 6038 ] وهو بمعنى ما نقله 
الشهاب،  أنه تمثيل لإحاطة علمه بالأشياء لتفهيمنا، وإلا فهو تعالى غني عن الكتابة والضبط. ومذهب السلف الإيمان بهذه الظواهر وتفويض تأويلها إلى الله تعالى.