صفحة جزء
قوله تعالى: يسألونك عن الخمر

[2044] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن شرحبيل ، قال: قال عمر : " اللهم بين لنا في الخمر. فنزلت فيهما إثم كبير ومنافع للناس قال: اللهم بين لنا في الخمر. فنزلت لا تقربوا [ ص: 389 ] الصلاة وأنتم سكارى فقال: اللهم بين لنا في الخمر. فنزلت إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام حتى بلغ فهل أنتم منتهون فقال عمر انتهينا، إنها تذهب المال وتذهب العقل ".

[2045] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج، عن ابن جريج ، وعثمان بن عطاء ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس ، في قوله: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس فنسختها هذه الآية: إنما الخمر والميسر "

قوله تعالى: الخمر

[2046] حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا محمد بن أبي حميد ، عن المصري، يعني: أبا طعمة قارئ مصر ، قال: سمعت ابن عمر ، يقول: " نزلت في الخمر ثلاث آيات، فأول شيء: يسألونك عن الخمر والميسر الآية، فقيل: حرمت الخمر. فقالوا: يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله. قال: فسكت عنهم. ثم نزلت هذه الآية: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقيل: حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله إنا لا نشربها قرب الصلاة. فسكت عنهم. ثم نزلت: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت الخمر ".

[2047] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن أبي غنية ، أنبأ أبو حيان التيمي ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال: " قام عمر علي، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا وإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل، من خمس: من العنب والعسل والتمر والحنطة والشعير، والخمر: ما خامر العقل، ثلاثا ".

[2048] حدثنا أبي ، ثنا بشر بن محمد السكري ، ثنا عبد الحكم القسملي، عن أنس بن مالك ، قال: " كنا نشرب الخمر فأنزلت: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير فقلنا نشرب منها ما ينفعنا فأنزلت في المائدة: إنما الخمر والميسر [ ص: 390 ] الآية. قالوا اللهم قد انتهينا، فأرقناها إذ نودي: ألا إن الخمر قد حرمت " قال ثابت لأنس: " وما كان خمركم؟ قال: فضيخكم هذا ".

[2049] حدثنا أبي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا هشام الدستوائي ، ثنا قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، قال: إنما سميت الخمر لأنها صفا صفوها وسفل كدرها.

قوله: والميسر

[2050] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا شجاع بن الوليد أبو بدر ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال: " الميسر: هو القمار ".

[2051] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: والميسر القمار - قال إنما سمي الميسر لقولهم: أيسرو جزورا، كقولك: ضع كذا وكذا

قال أبو محمد : وروي عن عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وعطاء ، وطاووس ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وابن سيرين وقتادة ، ومقاتل ، والسدي ، وعطاء الخراساني ، نحو ذلك.

والوجه الثاني:

[2052] حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة ، ثنا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اجتنبوا هذه الكعاب المرسومة التي يزجر بها زجرا فإنها من الميسر " .

[2053] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، ثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، وإبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال: إياكم وهذه الكعاب الموسومات، فإنها ميسر العجم. قال أبو محمد : ويروى عن علي ، وابن عمر ، وعائشة ، نحو ذلك.

[ ص: 391 ] الوجه الثالث:

[2054] حدثنا أبي ، ثنا عبيس بن مرحوم ، ثنا حاتم، ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب ، أنه كان يقول: الشطرنج من الميسر.

الوجه الرابع:

[2055] حدثنا أبي ، ثنا القعنبي قال: قرأت على مالك ، عن داود بن حصين ، أنه سمع سعيد بن المسيب ، يقول: " كان من ميسر أهل الجاهلية بيع اللحم بالشاة والشاتين ".

الوجه الخامس:

[2056] حدثنا أحمد بن عصام ، ثنا روح، ثنا عبد الله بن عمر ، عن عبيد الله بن عمر ، قال: " سألت القاسم بن محمد ، عن النرد: أهي من الميسر؟ قال: كل ما لهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر ".

الوجه السادس:

[2057] حدثنا محمد بن عزيز الإيلي ، ثنا سلامة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، أن الأعرج قال: " الميسر: الضرب بالقداح على الأموال والثمار ".

الوجه السابع:

[2058] حدثنا أبي ، ثنا العباس بن الوليد الخلال ، ثنا ابن عياش ، حدثنا سليمان بن سليم ، عن يحيى بن جابر ، عن يزيد بن شريح ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " ثلاث من الميسر: الصفير بالحمام، والقمار، والضرب بالكعاب ".

قوله: قل فيهما إثم كبير

[2059] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال: " قل فيهما إثم كبير يعني: فيما ينقص من الدين عند شربها ".

[2060] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قال الله: " فيهما إثم كبير لأن في شرب الخمر والقمار، ترك الصلاة، وترك ذكر الله ".

[ ص: 392 ] قوله: ومنافع للناس

[2061] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : " ومنافع يقول: فيما يصيبون من لذتها وفرحها إذا شربوا ".

الوجه الثاني:

[2062] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: " ومنافع للناس المنافع: ثمنها وما يصيبون من الجزور ".

[2063] قال أبو محمد : خالفه ابن أبي زائدة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، فقال: ثمنها قبل أن تحرم. حدثني بذلك أبي، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا يحيى بن أبي زائدة ، وتابع شبل، شبابة فقال: من الجزور، وكذلك قاله ابن جريج ، عن مجاهد .

والوجه الثالث:

[2064] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: " ومنافع للناس يعني أكبر من نفعهما يعني: قبل التحريم، فذمها ولم يحرمها، وكان المسلمون يشربونها على المنافع وهي يومئذ لهم حلال ".

[2065] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، حدثني أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس : " ومنافع للناس ومنافعهما قبل التحريم وإثمهما بعد ما حرمت ".

قوله تعالى: وإثمهما أكبر من نفعهما

[2066] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله: " وإثمهما أكبر من نفعهما يقول: ما يذهب من الدين، والإثم فيه أكبر مما يصيبون من فرحتها ولذتها ".

[ ص: 393 ] [2067] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن علي بن الحسن، أنبأ محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: " وإثمهما أكبر من نفعهما يقول: إثمهما اليوم بعد التحريم أكبر من منفعتهما قبل التحريم ".

قوله: ويسألونك ماذا ينفقون

[2068] حدثنا أبي ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا أبان ، ثنا يحيى ، " أنه بلغه أن معاذ بن جبل ، وثعلبة، أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين، فما ننفق من أموالنا؟ فأنزل الله عز وجل ويسألونك ماذا ينفقون ".

قوله تعالى: قل العفو

[2069] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن عمر المكتب ، وعقبة بن خالد ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم، عن مقسم ، عن ابن عباس : " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو قال: ما يفضل عن أهلك " قال أبو محمد : وروي عن عبد الله بن عمر ، ومجاهد ، وعطاء ، والحسن ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب ، وقتادة ، والقاسم ، وسالم ، وسعيد بن جبير ، وعطاء الخراساني ، والربيع بن أنس نحو ذلك.

والوجه الثاني:

[2070] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، قوله: " ويسألونك ماذا ينفقون قال: اليسر من كل شيء " عن طاووس .

الوجه الثالث:

[2071] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع ، قوله: " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو يقول: الطيب منه، يقول: أفضل مالك وأطيبه ".

والوجه الرابع:

[2072] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح قال: كان مجاهد يقول: " العفو الصدقة المفروضة " ، عن قيس المكي .

[ ص: 394 ] الوجه الخامس:

[2073] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو يقول: ما لا يتبين في أموالكم، وكان هذا قبل أن تفرض الصدقة ".

[2074] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي ، " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو يقول: الفضل هذا نسخته الزكاة " . قال أبو محمد : وروي عن عطاء الخراساني ، نحو ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية