صفحة جزء
125- قوله تعالى: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا . يحتج به في كون الحرم مأمنا. قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فيه مشروعية ركعتي الطواف واستحبابهما خلف المقام واستدل الرازي بظاهر الأمر على وجوبهما. قوله تعالى: أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود فيه أن الأعمال المتعلقة بالبيت ثلاثة: الطواف والاعتكاف والصلاة. أخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس قال: إذا كان قائما فهم من الطائفين ، وإذا كان جالسا فهو من العاكفين ، وإذا كان مصليا فهو من الركع السجود. وأخرج أيضا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت قال: قلت لعبد الله بن عبيد بن عمير: ما أراني إلا مكلم الأمير أن امنع الذين ينامون في المسجد الحرام فإنهم يجنبون ويحدثون ، قال: لا تفعل فإن ابن عمر سئل عنهم فقال: هم العاكفون. وفي الآية مشروعية طهارة المكان للطواف والصلاة. قال الرازي والكيا: وفيها دلالة على أن الطواف للغراء أفضل والصلاة للمقيم أفضل. قلت: ولم يظهر لي وجه ذلك ، قالا: وفيها دلالة على جواز الصلاة في نفس الكعبة حيث قال: بيتي ، خلافا لمالك. قلت: يرده قوله: للطائفين ، والطواف لا يكون في نفس الكعبة ، قال الرازي: وفيها دلالة على أن الطواف قبل الصلاة. قلت: قد استدل بذلك ابن عباس ، فأخرج الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه أتاه رجل فقال: أبدأ بالصفا قبل المروة وأصلي قبل أن أطوف أو أطوف قبل أو أحلق قبل أن أذبح أو أذبح قبل أن أحلق؟ فقال ابن عباس: ذلك من كتاب الله فإنه أجدر أن يحفظ.قال الله: إن الصفا والمروة من شعائر الله

فالصفا قبل المروة. وقال: ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فالذبح قبل الحلق ، وقال: أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود فالطواف قبل الصلاة ، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ، قال الرازي: وفيها دلالة على جواز المجاورة بمكة; لأن قوله: والعاكفين يحتمله مع أن عطاء وغيره قد تأولوه على المجاورين.

التالي السابق


الخدمات العلمية