صفحة جزء
[ ص: 34 ] 144- قوله تعالى: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره فيه إيجاب استقبال الكعبة في كل صلاة فرضا كانت أو نفلا ، في كل مكان حضرا أو سفرا ، وهو مخصوص بالآية المتقدمة في نافلة السفر على الراحلة ، وبالآية الآتية في حالة المسابقة. قال الرازي: والخطاب لمن كان معاينا للكعبة وغائبا عنها ، والمراد لمن كان حاضرها إصابة عينها ، ولمن كان غائبا عنها النحو الذي عنده أنه نحو الكعبة وجهتها في غالب ظنه دون العين يقينا ، إذ لا سبيل إلى ذلك وهذا أحد الأصول الدالة على تجويز الاجتهاد ، وقد يستدل بقوله: شطره ، على أن الفرض للغائب إصابة الجهة لا العين هو أحد قولي الشافعي. وقد أخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن ابن عباس أنه كان يقول: شطره: نحوه ، وأخرج الحاكم عن علي قال: شطره: قبله ، وأخرج ابن أبي حاتم عن داود عن رفيع قال: تلقاءه ، وأخرج عن البراء قال: شطره: وسطه. وهذا صريح في إرادة العين لا الجهة.

التالي السابق


الخدمات العلمية