صفحة جزء
158- قوله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية فهم منها جماعة عدم وجوب السعي ، وبه قال الثوري وإسحاق: قال اللخمي: ورد القرآن بإباحته بقوله: فلا جناح عليه وتضمنت الآية الندب بقوله: من شعائر الله وقوله: ومن تطوع خيرا قال ابن الفرس: وفيه نظر حيث جعله مباحا مندوبا في آية واحدة ، وقال قوم: من شعائر الله دليل على الوجوب; لأنه خبر بمعنى الأمر ولا دليل على سقوطه في قوله: فلا جناح عليه لأنه ورد لرفع ما وقع في نفوسهم كما ثبت في سبب نزولها. وهذا ما ردت به عائشة على عروة في فهمه ذلك ، وقالت: لو كانت على ما أولتها عليه كانت فلا [ ص: 35 ] جناح عليه ألا يطوف بهما الحديث ، أخرجه الشيخان. وقد فهم صلى الله عليه وسلم من الآية الوجوب حيث قال: "إن الله كتب عليكم السعي" رواه أحمد والطبراني ، واستدل بتقديم الصفافي الآية على وجوب الابتداء به حيث قال: "ابدأ بما بدأ الله به" رواه مسلم ، وفي لفظ "نبدأ" رواه الترمذي وفي لفظ "ابدءوا" رواه النسائي وابن خزيمة. قال ابن الفرس: واستدل بعموم الآية على صحة طواف الراكب والمحدث.

التالي السابق


الخدمات العلمية