صفحة جزء
12- قوله تعالى: اجتنبوا كثيرا من الظن الآية. فيه تحريم ظن السوء بأهل الخير وإباحته بأهل الشر; لأنه لم ينه عن كل الظن وقد حمل على الثاني حديث الطبراني "احترسوا من الناس بسوء الظن" ، وفيه تحريم التجسس ، قال ابن عباس: وهو تتبع عورات الناس ، أخرجه ابن أبي حاتم ، وقال الأوزاعي: منه الاستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون ، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال: قيل لعمر بن الخطاب: إن فلانا لا يصحوا ، فقال: انظر إلى الساعة التي يضع فيها شرابه فائتني فأتاه ، فقال: قد وضع شرابه فانطلقا حتى استأذنا عليه فعزل شرابه ثم دخلا ، فقال عمر: والله إني لأجد ريح شراب يا فلان أنت بهذا؟ فقال: يا ابن الخطاب ، وأنت بهذا ، ألم ينهك الله أن تجسس ، فعرفها عمر فانطلق وتركه. وفي الآية تحريم الغيبة وهي ذكر الشخص بما يكرهه مما هو فيه.

قوله تعالى: أيحب أحدكم الآية. قال ابن الفرس: يستدل به على أنه لا يجوز للمضطر أكل ميتة الآدمي; لأنه ضرب به المثل في تحريم الغيبة ولم يضرب بميتة سائر الحيوان فدل على أنه في التحريم فوقها.

التالي السابق


الخدمات العلمية