صفحة جزء
[ ص: 72 ] وقال : هذه تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد في طائفة من كتب التفسير إلا ما هو خطأ [ فيها ] .

منها قوله : { بأييكم المفتون } حار فيها كثير والصواب المأثور عن السلف . قال مجاهد : الشيطان . وقال الحسن : هم أولى بالشيطان من نبي الله . فبين المراد فإنه يتكلم على اللفظ كعادة السلف في الاختصار مع البلاغة وفهم المعنى . وقال الضحاك : المجنون . فإن من كان به الشيطان ففيه الجنون . وعن الحسن : الضال . وذلك أنهم لم يريدوا بالمجنون الذي يخرق ثيابه ويهذي ; بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم خالف أهل العقل في نظرهم كما يقال ما لفلان عقل .

ومثل هذا رموا به أتباع الأنبياء كقوله : { وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون } ومثله في هذه الأمة كثير يسخرون من المؤمنين ويرمونهم بالجنون والعظائم التي هم أولى بها منهم . قال الحسن لقد رأيت رجالا لو رأيتموهم لقلتم مجانين ولو رأوكم لقالوا هؤلاء شياطين ولو رأوا خياركم لقالوا هؤلاء لا خلاق لهم ولو رأوا شراركم لقالوا هؤلاء قوم لا يؤمنون [ ص: 73 ] بيوم الحساب . وهذا كثير في كلام السلف ; يصفون أهل زمانهم وما هم عليه من مخالفة من تقدم فما الظن بأهل زماننا .

والذين لم يفهموا هذا . قالوا الباء زائدة قاله ابن قتيبة وغيره . وهذا كثير كقوله : { سيعلمون غدا من الكذاب الأشر } { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين } الآيات . { إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون } { فسوف تعلمون من يأتيه عذاب } الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية