صفحة جزء
وأما قوله : { ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا } فإن المستعاذ منه نوعان : فنوع موجود يستعاذ من ضرره الذي لم [ ص: 289 ] يوجد بعد ونوع مفقود يستعاذ من وجوده ; فإن نفس وجوده ضرر مثال الأول : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ومثل الثاني : { رب أعوذ بك من همزات الشياطين } { وأعوذ بك رب أن يحضرون } و { اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل } .

وأما قوله : { قل أعوذ برب الفلق } { من شر ما خلق } { ومن شر غاسق إذا وقب } { ومن شر النفاثات في العقد } { ومن شر حاسد إذا حسد } فيشترك فيه النوعان فإنه يستعاذ من الشر الموجود أن لا يضر ويستعاذ من الشر الضار المفقود أن لا يوجد فقوله في الحديث : { ونعوذ بالله من شرور أنفسنا } يحتمل القسمين : يحتمل نعوذ بالله أن يكون منها شر ونعوذ بالله أن يصيبنا شرها وهذا أشبه والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية