صفحة جزء
وسئل رحمه الله تعالى عن بئر وقع فيه كلب أو خنزير أو جمل أو بقرة أو شاة ثم مات فيها ; وذهب شعره وجلده ولحمه ; وهو فوق القلتين ; فكيف يصنع به ؟


فأجاب : الحمد لله . أي بئر وقع فيه شيء مما ذكر أو غيره إن كان الماء لم يتغير بالنجاسة فهو طاهر ; فإن كانت عين النجاسة باقية نزحت منه وألقيت وسائر الماء طاهر وشعر الكلب والخنزير إذا بقي في الماء لم يضره ذلك في أصح قولي العلماء : فإنه طاهر في أحد أقوالهم وهو إحدى الروايتين عند أحمد وهذا القول أظهر في الدليل ; فإن جميع الشعر والريش والوبر والصوف طاهر سواء كان على جلد ما يؤكل لحمه أو جلد ما لا يؤكل لحمه وسواء كان على حي أو ميت . هذا [ ص: 39 ] أظهر الأقوال للعلماء ; وهو إحدى الروايات عن أحمد .

وأما إن كان الماء قد تغير بالنجاسة فإنه ينزح منه حتى يطيب وإن لم يتغير الماء لم ينزح منه شيء ; فإنه { قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنك تتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ; ولحوم الكلاب ; والنتن ؟ فقال : الماء طهور لا ينجسه شيء } .

وقد بسط الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية