صفحة جزء
وسئل عمن نام عن صلاة الوتر ؟ .


فأجاب : يصلي ما بين طلوع الفجر وصلاة الصبح كما فعل ذلك عبد الله بن عمر وعائشة وغيرهما . وقد روى أبو داود في سننه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من نام عن وتر أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكر } " .

[ ص: 90 ] واختلفت الرواية عن أحمد هل يقضي شفعه معه ؟ والصحيح أنه يقضي شفعه معه . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها . فإن ذلك وقتها } " وهذا يعم الفرض وقيام الليل والوتر والسنن الراتبة . قالت عائشة : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة } " رواه مسلم .

وروى عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه بين صلاة الصبح وصلاة الظهر . كتب له كأنما قرأه من الليل } " رواه مسلم . وهكذا السنن الراتبة .

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه لما نام هو وأصحابه عن صلاة الصبح في السفر صلى سنة الصبح ركعتين ثم صلى الصبح بعد طلوع الشمس } " { ولما فاتته سنة الظهر التي بعدها صلاها بعد العصر } . وقالت عائشة : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل أربعا قبل الظهر صلاهن بعدها } " رواه الترمذي . وروى أبو هريرة عنه أنه قال : { من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس } " رواه الترمذي وصححه ابن خزيمة .

[ ص: 91 ] وفيه قول آخر : إن الوتر لا يقضى وهو رواية عن أحمد ; لما روي عنه أنه قال : { إذا طلع الفجر فقد ذهبت صلاة الليل والوتر } قالوا : فإن المقصود بالوتر أن يكون آخر عمل الليل كما أن وتر عمل النهار المغرب ; ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته عمل الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ولو كان الوتر فيهن لكان ثلاث عشرة ركعة . والصحيح أن الوتر يقضى قبل صلاة الصبح فإنه إذا صليت لم يبق في قضائه الفائدة التي شرع لها ; والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية