صفحة جزء
وسئل عن سنة العصر : هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها حديث ؟ والخلاف الذي فيها ما الصحيح منه ؟ .


فأجاب : الحمد لله أما الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فحديث ابن عمر : { حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات : ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء . وركعتين قبل الفجر } . وفي الصحيح أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة } وجاء في السنن تفسيره : { أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر } .

وثبت عنه في الصحيح أنه قال : { بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة : لمن شاء } كراهية أن يتخذها الناس سنة . ففي هذا الحديث أنه يصلي [ ص: 124 ] قبل العصر وقبل المغرب وقبل العشاء . وقد صح { أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون بين أذان المغرب وإقامتها ركعتين والنبي صلى الله عليه وسلم يراهم فلا ينهاهم ولم يكن يفعل ذلك } . فمثل هذه الصلوات حسنة ليست سنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كره أن تتخذ سنة .

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر وقبل المغرب وقبل العشاء فلا تتخذ سنة ولا يكره أن يصلى فيها ; بخلاف ما فعله ورغب فيه فإن ذلك أوكد من هذا . وقد روي { أنه كان يصلي قبل العصر أربعا } وهو ضعيف . وروي { أنه كان يصلي ركعتين } . والمراد به الركعتان قبل الظهر . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية