صفحة جزء
[ ص: 331 ] وسئل عن الأحياء إذا زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم ؟ وهل يعلمون بالميت إذا مات من قرابتهم أو غيره ؟ .


فأجاب : الحمد لله نعم قد جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعرض أعمال الأحياء على الأموات ، كما روى ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري : قال : { إذا قبضت نفس المؤمن تلقاها الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض : أنظروا أخاكم يستريح فإنه كان في كرب شديد . قال : فيقبلون عليه ويسألونه ما فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت } الحديث .

وأما علم الميت بالحي إذا زاره وسلم عليه ففي حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام } . قال ابن المبارك : ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وصححه عبد الحق صاحب الأحكام .

[ ص: 332 ] وأما ما أخبر الله به من حياة الشهيد ورزقه وما جاء في الحديث الصحيح من دخول أرواحهم الجنة فذهب طوائف إلى أن ذلك مختص بهم دون الصديقين وغيرهم . والصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السنة : أن الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصا بالشهيد ، كما دلت على ذلك النصوص الثابتة ويختص الشهيد بالذكر لكون الظان يظن أنه يموت فينكل عن الجهاد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة .

كما نهى عن قتل الأولاد خشية الإملاق ; لأنه هو الواقع . وإن كان قتلهم لا يجوز مع عدم خشية الإملاق .

التالي السابق


الخدمات العلمية