صفحة جزء
وسئل عما يقال على الأضحية حال ذبحها وما صفة ذبحها كيف يقسمها ؟


فأجاب : الحمد لله . وأما الأضحية فإنه يستقبل بها القبلة فيضجعها على الأيسر ويقول : بسم الله والله أكبر اللهم تقبل مني كما [ ص: 309 ] تقبلت من إبراهيم خليلك . وإذا ذبحها قال : { وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين } { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } { لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } . ويتصدق بثلثها ويهدي ثلثها وإن أكل أكثرها أو أهداه أو أكله أو طبخها ودعا الناس إليها جاز .

ويعطي أجرة الجزار من عنده وجلدها إن شاء انتفع به وإن شاء تصدق به والله أعلم .

وقال رحمه الله تعالى فصل الذبيحة : الأضحية وغيرها : تضجع على شقها الأيسر ويضع الذابح رجله اليمين على عنقها كما ثبت في الصحيح { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمي ويكبر فيقول : باسم الله والله أكبر اللهم منك ولك اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك } .

[ ص: 310 ] ومن أضجعها على شقها الأيمن وجعل رجله اليسرى على عنقها تكلف مخالفة يديه ليذبحها فهو جاهل بالسنة معذب لنفسه وللحيوان ولكن يحل أكلها ; فإن الإضجاع على الشق الأيسر أروح للحيوان . وأيسر في إزهاق النفس وأعون للذبح وهو السنة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها عمل المسلمين وعمل الأمم كلهم .

ويشرع أن يستقبل بها القبلة أيضا . وإن ضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته أجزأ ذلك في أظهر قولي العلماء . وهو مذهب مالك وأحمد وغيرهما فإن الصحابة كانوا يفعلون ذلك . وقد ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بشاتين فقال في إحداهما : اللهم من محمد وآل محمد } .

التالي السابق


الخدمات العلمية