صفحة جزء
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله عمن يبخس المكيال والميزان ؟


فأجاب : أما بخس المكيال والميزان فهو من الأعمال التي أهلك الله بها قوم شعيب وقص علينا قصتهم في غير موضع من القرآن ; لنعتبر بذلك . والإصرار على ذلك من أعظم الكبائر وصاحبه مستوجب تغليظ العقوبة وينبغي أن يؤخذ منه ما بخسه من أموال المسلمين على طول الزمان ويصرف في مصالح المسلمين إذا لم يمكن إعادته إلى أصحابه .

والكيال والوزان الذي يبخس الغير : هو ضامن محروم مأثوم ، وهو من أخسر الناس صفقة إذ باع آخرته بدنيا غيره . ولا يحل أن يجعل بين الناس كيالا أو وزانا يبخس أو يحابي كما لا يحل أن يكون بينهم مقوم يحابي بحيث يكيل أو يزن أو يقوم لمن يرجوه أو يخاف من شره أو يكون له جاه ونحوه بخلاف ما يكيل أو يزن [ ص: 475 ] أو يقوم لغيرهم أو يظلم من يبغضه ويزيد من يحبه .

قال الله تعالى : { وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها } وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا } . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية