صفحة جزء
[ ص: 496 ] سئل رحمه الله عن رجل قال عن " علي " بن أبي طالب - رضي الله عنه - إنه ليس من أهل البيت ولا تجوز الصلاة عليه والصلاة عليه بدعة


فأجاب : أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت فهذا مما لا خلاف فيه بين المسلمين وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل ; بل هو أفضل أهل البيت وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا } "

. وأما الصلاة عليه منفردا فهذا ينبني على أنه هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفردا ؟ مثل أن يقول : اللهم صل على عمر أو علي . وقد تنازع العلماء في ذلك . فذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة : إلى أنه لا يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفردا كما روي عن ابن عباس أنه قال : لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم

. [ ص: 497 ] وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك ; لأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب : صلى الله عليك . وهذا القول أصح وأولى . ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلك شعارا معروفا باسمه : هذا هو البدعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية