صفحة جزء
وسئل عن رجل خطب امرأة فسئل عن نفقته ؟ فقيل له : من الجهات السلطانية شيء فأبى الولي تزويجها فذكر الخاطب أن فقهاء الحنفية جوزوا تناول ذلك : فهل ذكر ذلك أحد في جواز تناوله من الجهات ؟ وهل للولي المذكور دفع الخاطب بهذا السبب مع رضاء المخطوبة ؟


[ ص: 60 ] فأجاب : أما الفقهاء الأئمة الذين يفتى بقولهم فلم يذكر أحد منهم جواز ذلك ; ولكن في أوائل الدولة " السلجوقية " أفتى طائفة من الحنفية والشافعية بجواز ذلك وحكى أبو محمد بن حزم في " كتابه " إجماع العلماء على تحريم ذلك وقد كان " نور الدين محمود الشهيد التركي " قد أبطل جميع الوظائف المحدثة بالشام والجزيرة . ومصر والحجاز وكان أعرف الناس بالجهاد . وهو الذي أقام الإسلام بعد استيلاء " الإفرنج والقرامطة " على أكثر من ذلك .

ومن فعل ما يعتقد حكمه متأولا تأويلا سائغا - لا سيما مع حاجته - لم يجعل فاسقا بمجرد ذلك ; لكن بكل حال فالولي له أن يمنع موليته ممن يتناول مثل هذا الرزق الذي يعتقده حراما ; لا سيما أن رزقها منه فإذا كان الزوج يطعمها من غيره أو تأكل هي من غيره : فله أن يزوجها إذا كان الزوج متأولا فيما يأكله .

التالي السابق


الخدمات العلمية