صفحة جزء
وسئل رحمه الله تعالى عن قوله تعالى { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن } وفي قوله تعالى { وإذا قيل انشزوا فانشزوا } إلى قوله تعالى { والله بما تعملون خبير } . يبين لنا شيخنا هذا النشوز من ذاك ؟


فأجاب : الحمد لله رب العالمين . " النشوز " في قوله تعالى { تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع } هو أن تنشز عن زوجها فتنفر عنه بحيث لا تطيعه إذا دعاها للفراش أو تخرج من منزله بغير إذنه ونحو ذلك مما فيه امتناع عما يجب عليها من طاعته . [ ص: 278 ] وأما " النشوز " في قوله تعالى { وإذا قيل انشزوا فانشزوا } فهو النهوض والقيام والارتفاع .

وأصل هذه المادة هو الارتفاع والغلظ ومنه النشر من الأرض وهو المكان المرتفع الغليظ . ومنه قوله تعالى { وانظر إلى العظام كيف ننشزها } أي نرفع بعضها إلى بعض . ومن قرأ ننشزها أراد نحييها . فسمى المرأة العاصية ناشزا لما فيها من الغلظ والارتفاع عن طاعة زوجها وسمي النهوض نشوزا لأن القاعد يرتفع من الأرض . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية